آخرُ الإصدارات
وقوفا عند طلبات الكثير من الزوّار والناشرين والكُتّاب، سيتضمن برنامج هذه الطبعة الثامنة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب، فضاء خاصا بـ «جديد الكتب»، وقد تقرّر أن يكون المعيار في إختيار كتب هذا الفضاء هو صدورها خلال سنة 2013. إنّ هذه الحاجة للتحيين ترتبط بأحد المهام الأساسية لصالون الكتاب الذي ننتظر خلاله اكتشافات جديدة.
إنّ واجهة الإصدارات الجديدة هذه ستسمح لزائرات وزائري الصالون بالإطلاع على العناوين الجديدة وبلقاء مؤلفيها الذين يتمنون هم أيضا الإستفادة من ترقية لمؤلفاتهم. ولأن الأمر يتعلّق بواجهة، فمن الجلي أنّها لا يمكن أن تسع كلّ ما نُشر خلال السنة الجارية، الذي و من حسن الحظّ أن عدده يزيد عن طاقة فضاء كهذا.
يتعلّق الأمر في الحقيقة، بإعطاء فكرة عامّة عن إتجاهات النشر الجديدة و بإعطاء الكلمة لكُتّاب متمرسين نشروا خلال هذه السنة، وأيضا لكتّاب جدد يستحق عنوانهم أو عناوينهم الأولى أن تُحمل إلى الجمهور.
لقد كانت هذه هي الروح التي عمل بها من يشرفون على هذا الفضاء، آخذين بعين الإعتبار أن صالون الجزائر الدولي ككل يعتمد على تثمين الإصدارات الجديدة، الأمر المضمون قبل ذلك على مستوى مجموع أجنحة الناشرين الذين يقدّمون آخر إصداراتهم ويدعون كتّابها إلى حصص البيع بالإهداء، وكذلك عبر أجزاء أخرى من برنامج التنشيط الثقافي التي تضمّ كلّها جديدا في عالم النشر. مثل فضاء «روح البناف» أو فضاء «آداب» أو حتى الملتقى الدولي الذي يرافق الصالون.
يتعلّق جديد الكتب بالمؤلفات الأدبية كما يتعلّق بالدراسات، ومن بينها الدراسات التاريخية، وخاصّة تلك التي يقبل عليها القُراء الجزائريون، العديدة والتي تغطّي مختلف أوجه تاريخ الجزائر وهذا على شاكلة سيرة «أدولفو كامنسكي، حياة مُزوّر» الذي كان يزوّد مناضلي جبهة التحرير الوطني بوثائق مزوّرة، نص كتبته ابنته سارة ونشر في فرنسا سنة 2009 وأعيد نشره هذه السنة في الجزائر.
الكتّاب الذين سيقدّمهم فضاء «جديد الكتب» يكتبون باللغة العربية والفرنسية وأيضا باللغة الأمازيغية، مبرزين الثراء اللغوي للنشر الوطني. بالنسبة للأدب الجزائري، سيكون زوّار الفضاء على موعد مع كتّاب كبار وأقلام جديدة ترسم ميلاد جيل جديد. سيكون الموعد أيضا مع روائيين و باحثين من العالم العربي وإفريقيا.
نُسجّل حضور ياسمينة خضرا الذي سيقدّم روايته الأخيرة «الملائكة تموت من جراحنا» التي صدرت شهر أوت / أغسطس 2013 عن منشورات جوليار بباريس، وكذلك الفكاهي والممثل الفرنسي جي بيدو مقدّما كتابه الذي جمع مقابلاته مع جيل فانتربوتن المعنون «لقد حَلمت» الصادر شهر جوان / حزيران 2013 عن منشورات أوب الفرنسية. أُعيد، مؤخرا، نَشر هذين الكتابين في الجزائر من طرف منشورات القصبة.
فضلا عن هذه الأسماء الكبيرة، فإنّ برنامج فضاء «جديد الكتب» يقترح نخبة جميلة من الكُتاب الذين يعكسون تنوع حقل النشر الحالي وبعضا من تياراته.
بإفتتاح هذا الفضاء الجديد الذي أوكلت مهمة تصوره إلى الناقد يوسف سايح والناشر مصطفى ماضي، يرغب صالون الجزائر الدولي للكتاب في الإستجابة لتطلّعات القُراء الجزائريين التي تغطي إحتياجاتهم في القراءة وميولاتهم حقلا كبيرا من الكتب والمؤلفات، مع بعض التفضيل لما نشر حديثا.